اعتذر الوزير الإيطالي في حكومة برلسكوني الجديدة "روبرتو كالديرولي" من رابطة الشمال عن إساءته لِنَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم في برنامج تليفزيوني تم تقديمه عام 2006م، حيث ظهر فيه مرتديًا قميصًا عليه الرسم الكاريكاتيري الذي ينال من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم, كما نُقِلَ عنه آنذاك قولُه بأنه سيقوم بتوزيع قمصان مطبوع عليها الرسوم الساخرة والمسيئة، والتي نشرتها عدد من الصحف الأوروبية بالمجان.
يُذكر أن مدينة "بنغازي" الليبية، وبعد إساءة الوزير الإيطالي تلك, شهدت احتجاجاتٍ غاضبةً أمام البعثة الدبلوماسية الإيطالية، مما أدّى لمقتل وجرح العشرات برصاص الأمن الليبي. كما أثار كالديرولي بعدها غضب المسلمين بدعوته إلى احتجاج وصفه "بيوم الخنزير!" ضد بناء مسجد في شمال إيطاليا. وقال كالديرولي حينها: إنه مستعد لجلب خنزيره الخاص "لتدنيس" الموقع الذي من المقرر أنْ يُقامَ عليه المسجد!
اعتذار الوزير جاء بعد تحذير سيف الإسلام القذافي من أن تعيين روبرتو كالديرولي في الحكومة الإيطالية برئاسة برلسكوني سيكون له عواقب كارثية على العلاقات بين البلدين، فيما أصدرت "مؤسسة القذافي للتنمية" بيانًا جاء فيه: "إننا نؤكد أنه ليس أمام حكومة إيطاليا سوى أحد خيارين؛ أولهما: أن يتم استبعاد هذا الشخص من التشكيلة الحكومية نهائيًا. وثانيهما: أن يقوم كالديرولي شخصيًّا بالاعتذار المباشر والعلني والصريح، وبدون أية مواربة، عما بدر منه من إساءة للمسلمين ولرسولهم الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم".
وطالبت المؤسسة كالديرولي بأن: "يعلن تأسفه عما قام به، ويتعهد بعدم القيام بأعمالٍ مماثلةٍ، وألّا تصدرَ عنه أية تصريحات أو أقوال من شأنها الإساءة للمسلمين، ولدينهم، ولرسولهم الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وإلا سيكون على حكومة إيطاليا الاستعداد لمواجهة الآثار التي ستنجم عن ذلك". كما توَعَّدَتْ وزارة الأمن العام الليبي بوقف تعاونها للحَدِّ من الهجرة غير الشرعية المتجهة نحو إيطاليا. وكانت ليبيا قد وقَّعَتْ مع روما- في ديسمبر الماضي- اتفاقَ تعاونٍ من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية, وأعلنت وزارة الداخلية الإيطالية وقتها أن البلدين بمقتضى الاتفاق سيُكَثِّفَانِ تعاونَهما في إطار مكافحة المنظمات الإجرامية التي تتاجر بالبشر والتي تستغل الهجرة غير القانونية، وتنفيذ دوريات بحرية مشتركة قبالةَ السواحل الليبية .
الاعتذار الإيطالي عن الإساءة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُظهر وبِجِلاءٍ: أن المواقف السياسية الحازمة، والتي تكون مشفوعة بتبعاتٍ اقتصادية تُؤتي أُكُلَها، وبشكل مباشر وفعّال؛ فالتراجع الإيطالي السريع كان دافعه الخوف على مصالح إيطاليا وشركاتها التجارية والاقتصادية؛ لأن هناك منافسةً كبيرة على الأسواق الليبية، والتي تشهد مشاريع كبيرة, كما تعتمد إيطاليا -بشكل كبير- على الغاز الذي تستورده من ليبيا.
قراءة سريعة لما جرى بين إيطاليا وليبيا تكشف حقيقةَ أن الحكومات العربية والإسلامية لم تقُمْ بما يجب عليها القيام به تجاه الإساءات الغربية المتواصلة، والتي تنال من الإسلام ونبيه-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومقدساته، وفي مقدمتها الإساءات الدانمركية القديمة والمتجددة.
فلو كان هناك مواقفُ جادّةٌ ومُنَسَّقَةٌ تُلَوِّح بمواقفَ سياسيةٍ، وتبعاتٍ اقتصاديةٍ تجاه مَن يتجرأ على ديننا ومقدساتنا، لوَجَد المسيئون مَنْ يردعهم ويُوقِفُهُم عند حدودهم في بلادهم, خوفًا على المصالح المادية، والمكتسبات المالية، والتي غدت المحركَ الأساسيَّ في الغرب، مع طغيان الحياة المادية وقيمها. العالم العربي يُصَدِّر الطاقةَ، وهي سلعة تشهد ارتفاعًا شديدًا في الطلب عليها، ومنافسةً حادةً بين قوى عالمية اقتصادية غربية متنفذة، وأخرى متنامية كالصين والهند, كما أننا –ومع الأسف- مجتمعاتٌ استهلاكية وبشكل كبير, لذلك يكفي التلويح بمواقف اقتصادية حتى تجد الرُّشدَ وحُسنَ الأدب والتأدب قد عادا للمسيئين للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والمتعدين على حرمات المسلمين.
دولة الاحتلال في فلسطين تستورد الوقود من الخارج والغاز من مصر، ومع ذلك فهي تستخدم الوقود كأداة ضغط، بل كوسيلة قتلٍ وإبادةٍ ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، والذين يتعرضون لحصار إجرامي، ومع ذلك لم نسمع صوتًا دوليًّا يندد بمواقف الإسرائيليين, أو يحذِّرُ من استخدام مواد حيوية كأدوات سياسية. أليس من حق العرب وواجبهم أن يستخدموا إمكانياتهم المادية والاقتصادية في الذود عن مقدساتهم وحرماتهم، وفي مطالبة دولٍ وحكوماتٍ بالكَفِّ عن مساندة الظُّلمِ والقَتَلَةِ في فلسطين وفي غيرها؟
يُذكر أن مدينة "بنغازي" الليبية، وبعد إساءة الوزير الإيطالي تلك, شهدت احتجاجاتٍ غاضبةً أمام البعثة الدبلوماسية الإيطالية، مما أدّى لمقتل وجرح العشرات برصاص الأمن الليبي. كما أثار كالديرولي بعدها غضب المسلمين بدعوته إلى احتجاج وصفه "بيوم الخنزير!" ضد بناء مسجد في شمال إيطاليا. وقال كالديرولي حينها: إنه مستعد لجلب خنزيره الخاص "لتدنيس" الموقع الذي من المقرر أنْ يُقامَ عليه المسجد!
اعتذار الوزير جاء بعد تحذير سيف الإسلام القذافي من أن تعيين روبرتو كالديرولي في الحكومة الإيطالية برئاسة برلسكوني سيكون له عواقب كارثية على العلاقات بين البلدين، فيما أصدرت "مؤسسة القذافي للتنمية" بيانًا جاء فيه: "إننا نؤكد أنه ليس أمام حكومة إيطاليا سوى أحد خيارين؛ أولهما: أن يتم استبعاد هذا الشخص من التشكيلة الحكومية نهائيًا. وثانيهما: أن يقوم كالديرولي شخصيًّا بالاعتذار المباشر والعلني والصريح، وبدون أية مواربة، عما بدر منه من إساءة للمسلمين ولرسولهم الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم".
وطالبت المؤسسة كالديرولي بأن: "يعلن تأسفه عما قام به، ويتعهد بعدم القيام بأعمالٍ مماثلةٍ، وألّا تصدرَ عنه أية تصريحات أو أقوال من شأنها الإساءة للمسلمين، ولدينهم، ولرسولهم الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وإلا سيكون على حكومة إيطاليا الاستعداد لمواجهة الآثار التي ستنجم عن ذلك". كما توَعَّدَتْ وزارة الأمن العام الليبي بوقف تعاونها للحَدِّ من الهجرة غير الشرعية المتجهة نحو إيطاليا. وكانت ليبيا قد وقَّعَتْ مع روما- في ديسمبر الماضي- اتفاقَ تعاونٍ من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية, وأعلنت وزارة الداخلية الإيطالية وقتها أن البلدين بمقتضى الاتفاق سيُكَثِّفَانِ تعاونَهما في إطار مكافحة المنظمات الإجرامية التي تتاجر بالبشر والتي تستغل الهجرة غير القانونية، وتنفيذ دوريات بحرية مشتركة قبالةَ السواحل الليبية .
الاعتذار الإيطالي عن الإساءة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُظهر وبِجِلاءٍ: أن المواقف السياسية الحازمة، والتي تكون مشفوعة بتبعاتٍ اقتصادية تُؤتي أُكُلَها، وبشكل مباشر وفعّال؛ فالتراجع الإيطالي السريع كان دافعه الخوف على مصالح إيطاليا وشركاتها التجارية والاقتصادية؛ لأن هناك منافسةً كبيرة على الأسواق الليبية، والتي تشهد مشاريع كبيرة, كما تعتمد إيطاليا -بشكل كبير- على الغاز الذي تستورده من ليبيا.
قراءة سريعة لما جرى بين إيطاليا وليبيا تكشف حقيقةَ أن الحكومات العربية والإسلامية لم تقُمْ بما يجب عليها القيام به تجاه الإساءات الغربية المتواصلة، والتي تنال من الإسلام ونبيه-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومقدساته، وفي مقدمتها الإساءات الدانمركية القديمة والمتجددة.
فلو كان هناك مواقفُ جادّةٌ ومُنَسَّقَةٌ تُلَوِّح بمواقفَ سياسيةٍ، وتبعاتٍ اقتصاديةٍ تجاه مَن يتجرأ على ديننا ومقدساتنا، لوَجَد المسيئون مَنْ يردعهم ويُوقِفُهُم عند حدودهم في بلادهم, خوفًا على المصالح المادية، والمكتسبات المالية، والتي غدت المحركَ الأساسيَّ في الغرب، مع طغيان الحياة المادية وقيمها. العالم العربي يُصَدِّر الطاقةَ، وهي سلعة تشهد ارتفاعًا شديدًا في الطلب عليها، ومنافسةً حادةً بين قوى عالمية اقتصادية غربية متنفذة، وأخرى متنامية كالصين والهند, كما أننا –ومع الأسف- مجتمعاتٌ استهلاكية وبشكل كبير, لذلك يكفي التلويح بمواقف اقتصادية حتى تجد الرُّشدَ وحُسنَ الأدب والتأدب قد عادا للمسيئين للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والمتعدين على حرمات المسلمين.
دولة الاحتلال في فلسطين تستورد الوقود من الخارج والغاز من مصر، ومع ذلك فهي تستخدم الوقود كأداة ضغط، بل كوسيلة قتلٍ وإبادةٍ ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، والذين يتعرضون لحصار إجرامي، ومع ذلك لم نسمع صوتًا دوليًّا يندد بمواقف الإسرائيليين, أو يحذِّرُ من استخدام مواد حيوية كأدوات سياسية. أليس من حق العرب وواجبهم أن يستخدموا إمكانياتهم المادية والاقتصادية في الذود عن مقدساتهم وحرماتهم، وفي مطالبة دولٍ وحكوماتٍ بالكَفِّ عن مساندة الظُّلمِ والقَتَلَةِ في فلسطين وفي غيرها؟
الرياض/ د. ياسر سعد
!