من طرف المعتمد 2008-03-13, 14:51
بسم الله الرجمن الرحيم
شكرا اخي على اثارة موضوع الكتابة ولاباس ان نذكر باهمية الكتابة والتدوين في حياتنا .صراحة نحتاج في عصرنا الحالي الى تدوين كل شيء خصوصا وان افة النسيان وقلة الذاكرة اصبحت شائعة ومنتشرة بين الصغار والكبار ، وقد كان الاولون يتمتعون بقوة حفظ خارقة ورغم دلك كانت الكتابة هي المعول عليه عندهم وساسوق لكم بعضا من تلك الحالات .ولكن قبل دلك من المفيد ان نأصل للكتابة في القران الكريم و السنة في آيات كثيرة نجد ان الله تعالى نوه بالكتابة و بين شرفها كما قال عز و جل : { وكتبنا له في الألواح } و قال : { و كتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس } و جعل الله عز و جل الملائكة كتبه ، فقال سبحانه و تعالى { و إنا عليكم لحافظين ، كراما كاتبين } .و هناك سورة تسمى سورة القلم { نون و القلم و ما يسطرون } . . فقضية الكتابة مهمة ،بل جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الطبراني و هو حديث عظيم ، عن أنس ابن مالك ان النبي – صلى الله عليه وسلم - يقول : " قيدوا العلم بالكتاب" إذن هذا أمر من النبي صلى الله عليه و سلم ، إذن جاءنا الأمر الصريح ، أن الإنسان ينبغي أن يقيد العلم بالكتاب ،
و قال الشاعر
العِلْمُ صَيْد و الكتابة قيده ********* قيٌِد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة ********* وتتركها بين الخلائق طالقة
فهذان بيتان مهمان ، فيهما أهمية التقييد بالكتابة ، يقولون بأن صيد الغزالة من أصعب الأمور لان الغزالة سريعة العدو ، كثيرة الهرب ، انفترض الإنسان حاول قدر المستطاع أن يصيد هذه الغزالة و استغرق في دلك ساعة او ساعتان ، ثم بعد ذلك أمسك بها استطاع أن يصيد هذه الغزالة ، ثم ماذا فعل ، لم يقيدها فتركها فهربت ، فيقولون فمن الحماقة أن تصيد غزالة ، وتتركها بين الخلائق طالقة ، أن تتعب و تنصب و بعد ذلك تتركها ، قالوا كذلك العلم ، إنسان يسمع ويحضر الدرس ، يسمع و يسمع و لا يقيد ، ما الفائدة ؟ بعض الناس يقول أحفظ ، نعم نحفظ و لكن ننسى ،
لأن الإنسان ينسى حتى قال بعضهم :
وما سمي الإنسان إلا لنسيه ************ و لا القلب إلا أنه يتقلب
فالإنسان من طبعه ينسى فلذلك لابد من التقييد لاشك أن الحفظ مهم لكن التقييد هو الذي يحفظ هذا العلم،و لذلك مالك ابن أنس الإمام العظيم ، يوصي أحد طلابه قائلا له " عليك بتقوى الله في السر و العلا نية ، و النصح لكل مسلم ، و كتابة العلم عند أهله ". فهو يوصيه أن يكتب العلم ، حتى لا يضيع هذا العلم
و الإمام الطبري رحمه الله ، كان يكتب و يدون و يحفظ رحمه الله ، حتى في مرض موته كان جالسا فسمع طلابه و هم يذكرون حديثا ،فقال لهم إلي بالمحبرة أريد أن أكتب ،قالوا و أنت في هذه الحال يا إمام ، أنت الآن مريض قال : " مع المحبرة إلى المقبرة "